بسم الله الرحمن الرحيم...........
تسمّي بعض العائلات العربية وخاصة الفلسطينية منها أبناءها بأسماء بعض القرى والمدن الفلسطينية، لتأكيد الانتماء إلى الجذور، وكنوع من التواصل مع الأحلام والذكريات والأمل، ولأنَّ القدس كانت وستبقى رمزاً للصراع العربي الصهيوني لما لها من قدسيّة خاصة عند جميع العرب بكافة مشاربهم وانتماءاتهم، ولأنَّها قبلة أبصار وقلوب مئات الملايين من البشر، ولأنَّها تنفرد بين مدن العالم أجمع بورودها في القرآن والإنجيل والتوراة، واحتراماً لدماء مئات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبتها عبر التاريخ، ولأنَّها حسب قول الوالي الروماني بيلاطس بونتيوس "عندما تقع فريسة القبائل اليهودية تصبح عشاً للدسائس والفتن، وعندما تتحرر منهم تسكنها الدعة والسلام والإيمان"، ولأنَّه علينا أن لا ننسى"قُدْسَنا"، فمن الضروري دوماًَ استذكار تاريخ هذه المدينة التي تتميَّز عن كلِّ مدن العالم.
تأسيسها
من الثابت تاريخياً عند المؤرخين أنَّ اليبوسيين العرب هم أول من بنى المدينة حوالي الألف الثالث ق.م وأطلقوا عليها اسم "يبوس"، واليبوسيون بطن من بطون العرب في الجزيرة العربية هاجروا مع غيرهم من القبائل الكنعانية واستوطنوا ساحل البحر المتوسط خاصة ما يعرف اليوم بفلسطين، وكانت القدس التاريخية كما كانت فلسطين كلّها هدفاً للهجرات العربية من قلب الجزيرة، ويرجع وجود الجنس العربي فيها في رأي الباحثين الثقات إلى عشرة آلاف سنة، فجاء إليها العموريون والكنعانيون واليبوسيون في الألف الرابع ق.م، وأهم ملوك اليبوسيين على القدس "سالم اليبوسي" و"أدوني بازق" و "ملكي صادق"، فهذا الأخير هو أول من خطّطها وبناها وبنى فيها مركزاً للعبادة، ولأنَّه كان محباً للسلام سمَّاها "سالم"، وعرفت فيما بعد بالاسم الكنعاني"أور سالم" أي مدينة السلام، كما ورد ذكرها في الكتابة الهيروغليفية المصرية والبابلية باسم"يروسليمو"، وحتى اليهود الذين يزعمون أنَّ فلسطين لهم تاريخياً يؤكدون في سفر يوشع ما يدحض هذه المزاعم :"أما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم حتى اليوم"، " واليوم تعني يوم كتابة التوراة أي بعد موت النبي موسى ويوشع بأجيال ".
الغزوات القديمة
المعروف أنَّ القدس من أكثر مدن العالم التي تعاقب عليها الغزاة، فقد غزاها الفلسطينيون من جزر اليونان وبخاصة من"كريت" وحلُّوا في ساحل فلسطين حوالي 1200 ق.م، ومع أنَّ حكمهم كان خاضعاً لنفوذ مصر، فإنَّهم اندمجوا مع السكان الكنعانيين وتكلموا لغتهم واعتنقوا ديانتهم وشاركوا في صدِّ غزوات العبريين وذابوا مع الزمن فيهم بعد أن طبعوا اسمهم على فلسطين كلّها.
دخل العبريون أرض كنعان وفلسطين في القرن 13 ق.م بعد خروجهم من مصر، في الوقت الذي كانت فيه مدينة القدس عامرة بالحضارة اليبوسية الكنعانية قبل قدومهم بآلاف السنين، وتتفق معظم المراجع بأنَّ النبي داود احتلَّ "أور سالم" سنة 1000 ق.م من اليبوسيين الكنعانيين وسمَّاها "مدينة داود"، بعد مقاومة عنيدة من أهلها وبعد حصار طويل استطاع أن يدخلها من خلال نفق كان ينقل المياه إليها من عين جيحون من خارج السور إلى بركة سلوان داخله، ولم يؤثر فتح القدس رغم أهميته على تصميم الكنعانيين البقاء في البلاد من "دان" في الشمال إلى "جرون" الخليل في الجنوب، أما بئر السبع وسائر مناطق النقب فلم يسكنها اليهود عبر التاريخ، وسكن بنو إسرائيل وسط الكنعانيين والحثيين والعموريين واليبوسيين وليس العكس ومع الوقت نسي اليهود إلههم وعبدوا "البعليم" إله الكنعانيين.
وعرفت هذه الحقبة ملكين كبيرين فقط هما النبي داود وابنه سليمان الذي بنى هيكله على إحدى تلال المدينة على طريقة الكنعانيين في بناء معابدهم، وبوفاته تمزّق ملك بني إسرائيل وانتهى شكل المملكة الموحدة التي لم تدم أكثر من 70 سنة، وانقسمت إلى مملكتين منفصلتين تناصبان بعضهما العداء، وهما مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب.
وتؤكد الوقائع التاريخية المستندة إلى التوراة وإلى الحفريات الأثرية والمصادر الوثيقة، أنَّ الشعوب والقبائل العربية لم ينقطع وجودها في أرض فلسطين التي كانت من أقدم العصور جزءاً من بلاد العرب، ولم يكن اليهود جزءاً من الشعوب العربية، ولم يكن قدومهم إلى فلسطين إلاَّ متأخراً ولم يستطيعوا في أوج حكمهم أن يقيموا موحدين في القدس أكثر من سبعين سنة ثمَّ تجزأت مملكتهم وتوزعوا في فلسطين والعراق ومصر، في حين ظلَّ سواد الشعب والحكام في القدس وما حولها كنعانياً عربياً.
في عام 922 ق.م غزا المدينة "شيشق" من مصر ونهبها، وفي سنة 850 ق.م هاجمتها القبائل العربية من الجزيرة العربية، ثم جاء بعدهم جوش الإسرائيلي عام 786 ق.م، والآشوريون هاجموها سنة 701 ق.م وفرضوا الجزية عليها، ولما انتصر الكلدانيون على الآشوريين هاجموا فلسطين واحتلوا القدس 598 ق.م وسبوا اليهود إلى بابل"السبي الأول"، وفي 587 ق.م حدث السبي الثاني لمن تبقى من اليهود في فلسطين، ومنذ ذلك الحين تحولت العودة إلى فلسطين حالة ذهنية وهاجساً له تأثير كبير على وجودهم كفئة بشرية.
وعندما سيطر "كورش" ملك الفرس على بابل 537 ق.م عاد اليهود إلى فلسطين وأعادوا بناء هيكل سليمان، وبقي اليهود متحالفين مع الفرس طوال فترة احتلال الفرس لأرض كنعان وسورية وفلسطين وبلاد ما بين النهرين، حتى جاء الإسكندر عام 330 ق.م واحتل مدينة القدس، وقام اليهود سنة 168 ق.م بالثورة المكابية على اليونان والعموريين الذين كانوا قد استعادوا الحكم زمناً على القدس، وأسس اليهود مملكة بحجم مملكة سليمان تقريباً استمرت حتى استولى عليها الرومان عام 63 ق.م بقيادة الإمبراطور بومبي، وفي عهد هيرود أنيتباس ولد السيِّد المسيح واعتنق الكثير من العرب الدين المسيحي.
إيلياء كابيتولينا: في العام 64م. ثار اليهود على الرومان، وبعد 6 سنوات حاصر "تيتوس" المدينة بجيش قوامه 60 ألف جندي، ثمَّ هاجمها وأحرق الهيكل ودمّر المدينة تدميراً كاملاً ونهائياً وأباد معظم اليهود، ومن بقي منهم تشتّت باتجاه الجزيرة العربية وبابل وقسم منهم وصل إلى أوروبا الشرقية وروسيا، فنشروا الديانة اليهودية بين قبائل الخزر الوثنية وأسسوا مملكة فيها عرفت بمملكة الخزر شمالي بحر قزوين إلى أن قضى عليهم السلاف.
وبالعودة إلى أورشليم التي أزالها تيتوس عن الوجود، جاء بعده القائد "هادريان" فبنى على أنقاضها مستعمرة لجنوده سمَّاها "إيلياء كابيتولينا"، أي "إيلياء الكبرى" وإيلياء من "إيليوس" لقب عائلة هادريان وكابيتولين "جوبيتر" هو الإله الروماني الرئيسي، إذاً لم يعد للمدينة وجود حتى اسمها وغيّر العمران الجديد واتجاه الشارع الرئيسي فيها "لا يزال شارع هادريان هو الرئيسي فيها حتى الآن"، وبنى معبداً لإلهتهم فينوس وإلههم جوبيتر وأخرج اليهود والنصارى من إيلياء، كما ترك منطقة الهيكل خارج البلدة الجديدة .
بداية العهد المسيحي
شكّلت أورشليم محور حركة السيِّد المسيح، ففيها يقع الهيكل ومنها يجب الانطلاق لتحرير الإنسان وفق الرسالة التي جاء بها، فأوَّل من اعترضه أصحاب الهيكل من الكهنة اليهود، ولكن كان المسيح قد بشَّرهم بأنَّ أورشليم ستدمَّر عن بكرة أبيها بعد 40 سنة، وهذا ما حدث بالفعل على يد تيتوس .
عام 313م سُمح لمن يشاء من رعايا الدولة الرومانية باعتناق المسيحية فبدأ الحجاج يتقاطرون إلى إيلياء، وفي سنة 325م أيَّد مجلس نيقيا في عهد قسطنطين تقديس المكان الذي جرت فيه حادثة صَّلب الشخص الذي شبه لهم والضريح المقدَّس عندهم، وزارت الملكة هيلانة والدة قسطنطين المدينة في السنة التالية، فشيّدت كنيسة القيامة فوق جبل الزيتون وفي بيت لحم، وفي سنة 335م عُقِد مجلس كنسي في إيلياء أُعلنت فيه قدسيَّة كنيسة القيامة أو الضريح.
أخذت المدينة بالازدهار في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعد انقسام الإمبراطورية الأم، وأصبحت إيلياء تتبع للإمبراطور البيزنطي المقيم في القسطنطينية "استانبول"، وانتهت فترة الازدهار عندما غزاها الفرس سنة 614 م، فأحرقوا كنائسها ونهبوها وقتلوا أهلها وأخذوا معهم الصليب، إلاَّ أنَّ هرقل ملك الروم استطاع سنة 630م. الانتصار على الفرس واستعادة الصليب .
.اختكم:،،،، مهاء
تسمّي بعض العائلات العربية وخاصة الفلسطينية منها أبناءها بأسماء بعض القرى والمدن الفلسطينية، لتأكيد الانتماء إلى الجذور، وكنوع من التواصل مع الأحلام والذكريات والأمل، ولأنَّ القدس كانت وستبقى رمزاً للصراع العربي الصهيوني لما لها من قدسيّة خاصة عند جميع العرب بكافة مشاربهم وانتماءاتهم، ولأنَّها قبلة أبصار وقلوب مئات الملايين من البشر، ولأنَّها تنفرد بين مدن العالم أجمع بورودها في القرآن والإنجيل والتوراة، واحتراماً لدماء مئات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبتها عبر التاريخ، ولأنَّها حسب قول الوالي الروماني بيلاطس بونتيوس "عندما تقع فريسة القبائل اليهودية تصبح عشاً للدسائس والفتن، وعندما تتحرر منهم تسكنها الدعة والسلام والإيمان"، ولأنَّه علينا أن لا ننسى"قُدْسَنا"، فمن الضروري دوماًَ استذكار تاريخ هذه المدينة التي تتميَّز عن كلِّ مدن العالم.
تأسيسها
من الثابت تاريخياً عند المؤرخين أنَّ اليبوسيين العرب هم أول من بنى المدينة حوالي الألف الثالث ق.م وأطلقوا عليها اسم "يبوس"، واليبوسيون بطن من بطون العرب في الجزيرة العربية هاجروا مع غيرهم من القبائل الكنعانية واستوطنوا ساحل البحر المتوسط خاصة ما يعرف اليوم بفلسطين، وكانت القدس التاريخية كما كانت فلسطين كلّها هدفاً للهجرات العربية من قلب الجزيرة، ويرجع وجود الجنس العربي فيها في رأي الباحثين الثقات إلى عشرة آلاف سنة، فجاء إليها العموريون والكنعانيون واليبوسيون في الألف الرابع ق.م، وأهم ملوك اليبوسيين على القدس "سالم اليبوسي" و"أدوني بازق" و "ملكي صادق"، فهذا الأخير هو أول من خطّطها وبناها وبنى فيها مركزاً للعبادة، ولأنَّه كان محباً للسلام سمَّاها "سالم"، وعرفت فيما بعد بالاسم الكنعاني"أور سالم" أي مدينة السلام، كما ورد ذكرها في الكتابة الهيروغليفية المصرية والبابلية باسم"يروسليمو"، وحتى اليهود الذين يزعمون أنَّ فلسطين لهم تاريخياً يؤكدون في سفر يوشع ما يدحض هذه المزاعم :"أما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم حتى اليوم"، " واليوم تعني يوم كتابة التوراة أي بعد موت النبي موسى ويوشع بأجيال ".
الغزوات القديمة
المعروف أنَّ القدس من أكثر مدن العالم التي تعاقب عليها الغزاة، فقد غزاها الفلسطينيون من جزر اليونان وبخاصة من"كريت" وحلُّوا في ساحل فلسطين حوالي 1200 ق.م، ومع أنَّ حكمهم كان خاضعاً لنفوذ مصر، فإنَّهم اندمجوا مع السكان الكنعانيين وتكلموا لغتهم واعتنقوا ديانتهم وشاركوا في صدِّ غزوات العبريين وذابوا مع الزمن فيهم بعد أن طبعوا اسمهم على فلسطين كلّها.
دخل العبريون أرض كنعان وفلسطين في القرن 13 ق.م بعد خروجهم من مصر، في الوقت الذي كانت فيه مدينة القدس عامرة بالحضارة اليبوسية الكنعانية قبل قدومهم بآلاف السنين، وتتفق معظم المراجع بأنَّ النبي داود احتلَّ "أور سالم" سنة 1000 ق.م من اليبوسيين الكنعانيين وسمَّاها "مدينة داود"، بعد مقاومة عنيدة من أهلها وبعد حصار طويل استطاع أن يدخلها من خلال نفق كان ينقل المياه إليها من عين جيحون من خارج السور إلى بركة سلوان داخله، ولم يؤثر فتح القدس رغم أهميته على تصميم الكنعانيين البقاء في البلاد من "دان" في الشمال إلى "جرون" الخليل في الجنوب، أما بئر السبع وسائر مناطق النقب فلم يسكنها اليهود عبر التاريخ، وسكن بنو إسرائيل وسط الكنعانيين والحثيين والعموريين واليبوسيين وليس العكس ومع الوقت نسي اليهود إلههم وعبدوا "البعليم" إله الكنعانيين.
وعرفت هذه الحقبة ملكين كبيرين فقط هما النبي داود وابنه سليمان الذي بنى هيكله على إحدى تلال المدينة على طريقة الكنعانيين في بناء معابدهم، وبوفاته تمزّق ملك بني إسرائيل وانتهى شكل المملكة الموحدة التي لم تدم أكثر من 70 سنة، وانقسمت إلى مملكتين منفصلتين تناصبان بعضهما العداء، وهما مملكة إسرائيل في الشمال ومملكة يهوذا في الجنوب.
وتؤكد الوقائع التاريخية المستندة إلى التوراة وإلى الحفريات الأثرية والمصادر الوثيقة، أنَّ الشعوب والقبائل العربية لم ينقطع وجودها في أرض فلسطين التي كانت من أقدم العصور جزءاً من بلاد العرب، ولم يكن اليهود جزءاً من الشعوب العربية، ولم يكن قدومهم إلى فلسطين إلاَّ متأخراً ولم يستطيعوا في أوج حكمهم أن يقيموا موحدين في القدس أكثر من سبعين سنة ثمَّ تجزأت مملكتهم وتوزعوا في فلسطين والعراق ومصر، في حين ظلَّ سواد الشعب والحكام في القدس وما حولها كنعانياً عربياً.
في عام 922 ق.م غزا المدينة "شيشق" من مصر ونهبها، وفي سنة 850 ق.م هاجمتها القبائل العربية من الجزيرة العربية، ثم جاء بعدهم جوش الإسرائيلي عام 786 ق.م، والآشوريون هاجموها سنة 701 ق.م وفرضوا الجزية عليها، ولما انتصر الكلدانيون على الآشوريين هاجموا فلسطين واحتلوا القدس 598 ق.م وسبوا اليهود إلى بابل"السبي الأول"، وفي 587 ق.م حدث السبي الثاني لمن تبقى من اليهود في فلسطين، ومنذ ذلك الحين تحولت العودة إلى فلسطين حالة ذهنية وهاجساً له تأثير كبير على وجودهم كفئة بشرية.
وعندما سيطر "كورش" ملك الفرس على بابل 537 ق.م عاد اليهود إلى فلسطين وأعادوا بناء هيكل سليمان، وبقي اليهود متحالفين مع الفرس طوال فترة احتلال الفرس لأرض كنعان وسورية وفلسطين وبلاد ما بين النهرين، حتى جاء الإسكندر عام 330 ق.م واحتل مدينة القدس، وقام اليهود سنة 168 ق.م بالثورة المكابية على اليونان والعموريين الذين كانوا قد استعادوا الحكم زمناً على القدس، وأسس اليهود مملكة بحجم مملكة سليمان تقريباً استمرت حتى استولى عليها الرومان عام 63 ق.م بقيادة الإمبراطور بومبي، وفي عهد هيرود أنيتباس ولد السيِّد المسيح واعتنق الكثير من العرب الدين المسيحي.
إيلياء كابيتولينا: في العام 64م. ثار اليهود على الرومان، وبعد 6 سنوات حاصر "تيتوس" المدينة بجيش قوامه 60 ألف جندي، ثمَّ هاجمها وأحرق الهيكل ودمّر المدينة تدميراً كاملاً ونهائياً وأباد معظم اليهود، ومن بقي منهم تشتّت باتجاه الجزيرة العربية وبابل وقسم منهم وصل إلى أوروبا الشرقية وروسيا، فنشروا الديانة اليهودية بين قبائل الخزر الوثنية وأسسوا مملكة فيها عرفت بمملكة الخزر شمالي بحر قزوين إلى أن قضى عليهم السلاف.
وبالعودة إلى أورشليم التي أزالها تيتوس عن الوجود، جاء بعده القائد "هادريان" فبنى على أنقاضها مستعمرة لجنوده سمَّاها "إيلياء كابيتولينا"، أي "إيلياء الكبرى" وإيلياء من "إيليوس" لقب عائلة هادريان وكابيتولين "جوبيتر" هو الإله الروماني الرئيسي، إذاً لم يعد للمدينة وجود حتى اسمها وغيّر العمران الجديد واتجاه الشارع الرئيسي فيها "لا يزال شارع هادريان هو الرئيسي فيها حتى الآن"، وبنى معبداً لإلهتهم فينوس وإلههم جوبيتر وأخرج اليهود والنصارى من إيلياء، كما ترك منطقة الهيكل خارج البلدة الجديدة .
بداية العهد المسيحي
شكّلت أورشليم محور حركة السيِّد المسيح، ففيها يقع الهيكل ومنها يجب الانطلاق لتحرير الإنسان وفق الرسالة التي جاء بها، فأوَّل من اعترضه أصحاب الهيكل من الكهنة اليهود، ولكن كان المسيح قد بشَّرهم بأنَّ أورشليم ستدمَّر عن بكرة أبيها بعد 40 سنة، وهذا ما حدث بالفعل على يد تيتوس .
عام 313م سُمح لمن يشاء من رعايا الدولة الرومانية باعتناق المسيحية فبدأ الحجاج يتقاطرون إلى إيلياء، وفي سنة 325م أيَّد مجلس نيقيا في عهد قسطنطين تقديس المكان الذي جرت فيه حادثة صَّلب الشخص الذي شبه لهم والضريح المقدَّس عندهم، وزارت الملكة هيلانة والدة قسطنطين المدينة في السنة التالية، فشيّدت كنيسة القيامة فوق جبل الزيتون وفي بيت لحم، وفي سنة 335م عُقِد مجلس كنسي في إيلياء أُعلنت فيه قدسيَّة كنيسة القيامة أو الضريح.
أخذت المدينة بالازدهار في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعد انقسام الإمبراطورية الأم، وأصبحت إيلياء تتبع للإمبراطور البيزنطي المقيم في القسطنطينية "استانبول"، وانتهت فترة الازدهار عندما غزاها الفرس سنة 614 م، فأحرقوا كنائسها ونهبوها وقتلوا أهلها وأخذوا معهم الصليب، إلاَّ أنَّ هرقل ملك الروم استطاع سنة 630م. الانتصار على الفرس واستعادة الصليب .
.اختكم:،،،، مهاء
الأحد ديسمبر 06, 2020 5:30 pm من طرف زائر
» حلب المعادن من خاماتها ذهب
الأربعاء يوليو 22, 2020 10:05 am من طرف بسام
» الحميرين واسرار التعدين
الأربعاء يوليو 22, 2020 10:01 am من طرف بسام
» الباب السابع ..تعفين الميكاء لاستخراج ذهبها
الإثنين يونيو 08, 2020 2:44 pm من طرف بسام
» ترقبوا كتاب اسرر التعدين 22 باب في اسرار التعدين
الثلاثاء يناير 23, 2018 2:44 am من طرف بسام
» استخراج الذهب بواسطة ملح البارود
الثلاثاء نوفمبر 08, 2016 12:30 pm من طرف kimalso
» شرح مفصل لطريقة استخراج الذهب من اﻻكترونيات
الخميس أبريل 28, 2016 7:47 pm من طرف ناصر الذبحاني
» مراحل الصياغة
الخميس أبريل 28, 2016 7:32 pm من طرف ناصر الذبحاني
» شرح طريقة صهر تبر الذهب المكنوز
الخميس أبريل 21, 2016 8:00 am من طرف بسام